المدير الفعال



قرآه شخصية في مقال كتبه العالم الاداري بيتر دروكر مؤسس الادارة الحديثة
ويتكلم في مقاله عن كيف تكون مديرا فعالا ... وفي الواقع هذه النقاط
ركيزة وأساسية لكل فرد سواء شغل منصبا اداريا .. او حتى كان رب أسرة
أو عضو في منتديات الكترونية ...
ومن هذا المنطلق أحببت ان اعيد قرآءة هذا المقال مع شرح وتوضيح
بعض جوانبه ... راجيا ان تعم الفائده ..


يؤكد بيتر دركرPeter Druker أن المجتمع الحديث أصبح مجتمع تنظيمات كبيرة وأصبح مركز النقل في كل تنظيم هو المعرفة ولقد كانت المشكلة منذ سنوات عديدة هي :

الكفاءة: أي القدرة على القيام بالأشياء بالشكل الصحيح
ولم يكن هناك اهتمام بالفعالية أي القدرة على القيام بالأشياء الصحيحة بالشكل الصحيح

هناك أعداد كبيرة من المديرين ، بمعنى أنهم مشرفون على آخرين إلا أن الأغلبية منهم ليسوا مديرين فعالين ، أي يؤثرون على قدرة التنظيم على الأداء وعلى تحقيق النتائج ، وبالنسبة لمديري الغد فإن المطلوب منهم أن يتصفوا بالفعالية ، أي القدرة على اتخاذ القرارات المتصلة بالقيام بالأشياء الصحيحة والتأثير في الأداء للقيام بالأشياء الصحيحة بالشكل الصحيح ، للوصول بالمشروع إلى أعلى درجة من الإنتاجية .

ونتسأل هل يمكن تعلم الفعالية ؟
يذكر دركر إنه من خلال اتصالاته الواسعة مع العديد من المديرين في كثير من المشروعات وصل إلى نتيجة وهي أنه ليس هناك شخصية فعالة ، ولهذا فإنه قد توصل إلى أن الفعالية هي عادة ، أي مجموعة معقدة من الأساليب وطالما أنها أساليب فإنه يمكن دائما تعلمها ، ويتعلم المرء الأساليب بالتدريب وبالممارسة .


نستعرض فيما يلي الأساليب الخمسة التي يراها دركر ضرورية لكي يكون المدير فعالاً :

أولا : يعرف المرير الفعال وقته ، الجزء الضائع منه ، وكيف يتصرف في حدود الجزء المتاح :

فإذا كان للمدير أن ينجز فإنه يجب أن يبدأ بعنصر الوقت ، لأنه العنصر المقيد ، ومهما كان الطلب على الوقت مرتفعا فإن العرض منه لن يزداد بل الوقت قابل للهلاك ولا يمكن ادخاره ، فوقت الأمس قد ولى إلى الأبد .
من ناحية أخرى، فلا يمكن إحلال شيء محل الوقت، فيمكن على سبيل المثال أن نحل النحاس محل الألمنيوم. ويمكن أن نحل رأس المال محل العمل الإنساني وكل شيء يتطلب الوقت.
أن المدير الفعال يتميز عن الآخرين في حرصه ورعايته للوقت ومحافظته على هذا العنصر الغير قابل للإحلال. ويجب عليه أن يعرف أولا أين يذهب الوقت. .
وأول خطوة نحو فعالية مناولة الوقت هي تسجيل استخدامات الوقت الفعلي
وعلى المدير الفعال أن يعرف الوقت المتاح له، فيعمل على الإفادة منه بأحسن شكل ممكن


ثانيا: يسأل المدير الفعال نفسه: ماذا يمكنني المساهمة به ؟

إنه يركز اهتمامه على ما يستطيع أن يقدمه من مساهمة في نطاق عمله وفي نطاق علاقاته مع الآخرين من رؤساء وزملاء ومساعدين ، وهو ما يجعل المدير الفعال يعمل لا في النطاق الضيق لتخصصه أو إدارته فقط وإنما على مستوى الأداء الكلي للمشروع ،إن المدير الفعال الذي يركز على مساهمته وعلى أن تكون علاقاته مع الآخرين منتجه سيقيم بذلك الأساس الصحيح للعلاقات الإنسانية ، إذ سيوفر المتطلبات الأساسية للعلاقات الإنسانية الفعالة وهي الاتصالات ، وعمل الفريق والتنمية الذاتية وتنمية الأخريين ، كما أن المدير الفعال الذي يركز على المساهمة وعلى النتائج يحفز الآخرين أيضا على تنمية أنفسهم ويساعد بقدر ما يستطيع في تنمية الآخرين .


ثالثا : ينطلق الدير الفعال من نقطة القوة ويجعل منها قوى منتجة

فلكي نصل إلى نتائج فانه يجب استخدام والإفادة من كل القوى المتاحة ، قوى جميع الأفراد من رؤساء ومساعدين وزملاء ويمكن القول بأن الغرض من التنظيم هو استخدام جوانب القوة في كل شخص كقالب بناء من أجل الأداء المشترك ، والمدير التنفيذي هو الذي يملأ المراكز بالأفراد على أساس ما يمكنهم القيام به ويبحث في كل فرد عن جوانب القوة لكي يضعها في العمل ، وليس هناك وصف أفضل للفعالية الإدارية من الكلمات التي أختارها أبو صناعة الصلب الأمريكية لكي تكون على قبره :
"
هنا يرقد رجل عرف كيف يجعل مساعديه أفضل مما كان هو نفسه "
فيكيف يمكن للمدير الفعال أن يشغل مراكز التنظيم من أجل القوة ؟
-
يجب أولاً ألا تكون الأعمال مستحيلة وفوق طاقة العناصر البشرية العادية
-
كما يجب أن يكون العمل كبيرا بحيث ينطوي على تحد الفرد القائم به
-
يجب أن يكون الحكم على الأفراد على أساس مايمكنهم من القيام به ، على أساس الأداء
(
فإذا كان الأداء ضعيفا فيجب استبعاد الفرد من المركز الذي يحتله )
-
المدير الفعال لايبني على جوانب القوة في مساعديه فقط وانما في رئيسه أيضا


رابعا :إذا كان هناك سر للفعالية فهو التركيز :

يقوم المدير الفعال بالأشياء المهمة أولا ، ويقوم بشيء واحد في المرة الواحدة .
إن هناك دائما من المهام المنتجة للغد أكثر مما يكون من الوقت لتنفيذها، وهناك من الفرص أكثر مما هناك أفراد قادرون لإسنادها إليهم، لهذا يجب اتخاذ قرار يتعلق بأي المهام تكون له الأولوية وأيها يكون أقل أهمية.
والسؤال الحقيقي هو من الذي سيتخذ القرار : المدير التنفيذي ، أم الضغوط ؟ فإذا سمح للضغوط بان تتخذ القرار فإنه من المحتمل أن يضحي بالمهام التي كان يجب أن تأتي في المقدمة .
كما يجب دائما إعادة النظر في الأولويات والمؤجلات وتعديلها على ضوء الواقع
وعلى ذلك فإن التركيز ، أي الشجاعة أن يفرض المدير التنفيذي قراراته على الوقت والأحداث ، هو أمله الوحيد في أن يصبح سيد الوقت والأحداث بدلا من أن يصبح العوبه لهما.


خامسا : يتخذ المدير الفعال قرارات فعالة

لايتخذ المدير الفعال الكثير من القرارات ، ولكنه يركز على القرارات الهامة ، والقرار تقدير وهو اختيار بين بدائل ، وتقول معظم الكتب إنه بالنسبة لاتخاذ القرارات يجب البدء بإيجاد الحقائق ، المدير التنفيذي الذي يتخذ قرارات فعاله يعرف أن المرء لايبدأ بالحقائق ، وإنما يبدأ بالآراء
إن المدير الفعال يعرف أن الأفراد لايبدأون بالبحث عن الحقائق ، وإنما يبدأون برأي ، وليس هناك غبار على ذلك ، الأفراد يبدأون برأي ، واذا طلبنا منهم أن يبدأوا بالبحث عن الحقائق فإنهم سيفعلون مثل مايفعل أي شخص : سيحثون عن الحقائق التي تتفق مع النتيجة التي وصلوا إليها فعلا
ولذلك فإن الطريق الوحيدة الصحيحة والتي تمكنا من اختبار رأي ما ضد الواقع هو الاعتراف بأن الآراء تأتي أولا هذا هو السبيل الذي يجب أن يكون ، ولذلك فإن المدير الفعال يشجع الآراء .

أتمنى ان اكون قدمت شيئا مفيدا وكلي أمل ان ينال استحسانكم