مرض السكر
 

الداء السكري هو عبارة عن مجموعة من الأمراض تصيب وتؤثر علي طريقة استخدام الجسم لسكر الدم (الجلوكوز) . يعتبر الجلوكوز هو عنصر حيوي للجسم ، حيث أنه يمد الجسم بالطاقة اللازمة
يدخل الجلوكوز خلايا الجسم بشكل طبيعي عن طريق عامل الأنسولين – وهو عبارة عن هرمون يفرز عن طريق البنكرياس . يعمل الأنسولين علي فتح الأبواب التي تسمح بمرور الجلوكوز إلي خلايا الجسم .
في حالة مرض السكر ، يحدث خلل في هذه العملية حيث يتجمع الجلوكوز في المجرى الدموي في الجسم ويخرج في النهاية مع البول .
تحدث هذه العملية عادة ، إما لأن جسم المريض لا يفرز كمية أنسولين مناسبة أو لأن خلايا الجسم لا تستجيب للأنسولين بشكل سليم .

* هناك نوعان من مرض السكر ، نوع 1 ، نوع 2 :
- النوع الأول : يحدث في حالة عدم إفراز البنكرياس للأنسولين أو إفراز كمية قليلة غير كافية .
وهذا النوع من مرض السكر يحدث في حوالي 5 إلي 10 % من المرضى .
- النوع الثاني : هو الأكثر انتشاراً بين مرضى السكر ، ويصيب حوالي 90 إلي 95% من مرضى الداء السكري فوق سن العشرين .
هذا النوع من مرض السكر كان يسمى في الماضي النوع الذي يصيب البالغين (وأن هؤلاء المرضى لا يستخدمون الأنسولين في الغالب) . لكن حالياً تغير هذا المفهوم لأن هناك أشخاص أقل من 20 عام يصابوا بهذا النوع ، (وأيضاً لأن بعض هؤلاء المرضى يكونوا في حاجة إلي استخدام الأنسولين) .
يحدث هذا النوع من السكر ، عندما يفرز البنكرياس كمية غير كافية من الأنسولين ، أو عندما تبدأ الخلايا في مقاومة الأنسولين .
الإصابة بمرض السكر ، سواء النوع الأول أو الثاني ليس أمر يستهان به . تجمع الجلوكوز في الجسم يؤدي إلي حدوث ضرر كبير لكثير من الأعضاء الأساسية في الجسم .

لا يوجد حتى الآن علاج قاطع لمرضى السكر . لكن يمكن أن نقول أن التغذية السليمة ، الحفاظ علي وزن الجسم المعتدل والقيام بالتمارين الرياضية يساعد علي عدم الإصابة بالمرض .
وإذا كنت مصاباً بالفعل ، فإن النظام الغذائي الجيد والرياضة مع العلاج الدوائي الذي يعمل علي التحكم في نسبة السكر في الدم يساعدوا علي استمرار الحياة بشكل صحي وسليم .

* الأعراض:                                   
يوجد في أغلب الأحوال أعراض وعلامات للإصابة بالسكر . بالنسبة للنوع الثاني للسكر خاصة، تتقدم الحالة بشكل بطيء .
هناك بعض الأشخاص يصابوا بداء السكر النوع الثاني لأكثر من 8 أعوام دون الشعور به واكتشافه .
وعندما تظهر الأعراض قد تختلف من شخص لآخر ، ولكن هناك عرضين يظهران عند أغلب المرضى وهما الظمأ المستمر وكثرة التبول . وذلك بسبب زيادة معدل الجلوكوز في الجسم والذي يعمل علي خروج المياه من أنسجة الجسم ويشعرك بالجفاف وبالتالي تشرب كمية كبيرة من السوائل والتي بدورها تزيد من عملية التبول .

أعراض أخرى لظهور مرض السكر:
أعراض شبيهة بأعراض البرد: يشعر مريض السكر في بعض الأحيان بأعراض تشبه الإصابة بالبرد ، مثل الضعف العام أو فقدان الشهية وذلك لأن السكر هو وقود الجسم وإذا لم يصل بشكل سليم لخلايا الجسم ، فسيشعر المريض بالتعب والضعف العام .

زيادة وزن الجسم أو نقصه :
لأن جسم المريض يحاول دائماً أن يعوض ما يفقده من سوائل وسكر ، فقد تجد نفسك تأكل بشكل أكبر من المعتاد وتحدث زيادة في وزن جسمك .
ولكن عكس هذا يمكن أن يحدث أيضاً ، حيث أن المريض يقوم بتناول كمية كبيرة من الطعام ولكن في نفس الوقت يحدث نقص كبير في وزن الجسم وذلك لأنه لا تصل إلي أنسجة الجسم كمية الجلوكوز الكافية للنمو والطاقة .
وهذا يحدث بشكل أكبر مع النوع الأول من مرض السكر لأن هذه الحالة توصل كمية قليلة من السكر إلي خلايا الجسم . معظم مرضى السكر (النوع الأول) يكون وزن أجسامهم مثالياً أو تحت المعدل الطبيعي للوزن .

ضعف الرؤية:
يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم إلي خروج السوائل خارج أنسجة الجسم – بما في ذلك عدسات العين ، وهذه العملية تؤثر علي قدرة العين علي التركيز .
ولكن مع الحفاظ علي مستوى السكر بشكل معتدل ، ومداومة العلاج ، ترجع الرؤية إلي معدلها الطبيعي .
يؤدي مرض السكر إلي تكوين أوعية دموية جديدة في شبكية العين – الجزء الخلفي من العين – بالإضافة إلي حدوث خلل في الأوعية الدموية القديمة .هذه الحالة تسبب ضعف في النظر لدى بعض الناس . ولكن توجد حالات أيضاً يحدث فيها ضعف شديد في الرؤية وقد ينتهي في بعض الحالات إلي فقدان البصر .

بطء في التئام الجروح أو إصابات متكررة:
يؤثر مرض السكر علي قدرة الجسم علي التئام الجروح بشكل طبيعي وقدرته علي محاربة الإصابات .
إصابات المهبل والمثانة هي أكثر المشاكل انتشاراً لدى السيدات المصابات بأمراض السكر .

إصابة الأعصاب:
زيادة نسبة السكر في الدم قد يضر الأوعية الدموية في الأعصاب ، ويؤدي ذلك إلي حدوث تنميل في اليد والقدم . وأحياناً أيضاً يشعر المريض بآلام محرقة في الأرجل ، القدم ، الذراع واليد .
بالإضافة إلي ذلك قد يحدث حالة من الضعف الجنسي لدى الرجال خاصة فوق سن الخمسين من العمر ، وذلك نتيجة الخلل الذي يحدث في الأعصاب التي تساعد علي حدوث الانتصاب .

"مزيد من التفاصيل الضعف الجنسي"

احمرار ، تورم وضعف في اللثة:
يزيد مرض السكر فرص الإصابات التي تحدث في اللثة والعظام التي تحمل الأسنان بالفم .
ونتيجة ذلك ، قد يفقد المريض بعض أسنانه ، أو قد يحدث خروج اللثة من مكانها وزيادة القرح والجيوب الصديدية بها .

* الأسباب:                                   
يقوم الجسم أثناء عملية الهضم بحرق الكربوهيدرات من الأطعمة المختلفة مثل الخبز ، الأرز ، المكرونة والخضراوات والفاكهة وتحويلهم إلي جزيئات سكر مختلفة .
أحد هذه الجزيئات هو الجلوكوز ، وهو العامل الأساسي للطاقة الذي يحتاجه الجسم .
يتم امتصاص الجلوكوز بشكل مباشر في مجرى الدم ولكن لا يستطيع دخول خلايا الجسم إلا بمساعدة الأنسولين – وهو نوع هرمون يفرز عن طريق البنكرياس (يقع البنكرياس خلف المعدة)
عندما يرتفع مستوى الجلوكوز في الدم ترسل إشارات وهي عبارة عن خلايا يتم إرسالها إلي البنكرياس لإفراز الأنسولين ومهمة الأنسولين هي فتح الخلايا في الجسم حتى يتمكن الجلوكوز من الدخول .
تخفض هذه العملية معدل الجلوكوز في مجرى الدم و تمنعه من الوصول لمستوى مرتفع في الجسم . وعندما ينخفض مستوى السكر ينخفض بدوره الأنسولين الذي يفرزه البنكرياس .

في نفس الوقت يقوم الكبد بتخزين الجلوكوز الزائد علي هيئة جلوكوجين . عندما ينخفض مستوى الأنسولين في الدم يقوم الكبد بتحويل الجلوكوجين إلي جلوكوز ويطلقه في مجرى الدم .

عندما تكون حالة البنكرياس في الجسم تعمل بشكل طبيعي ، تختلف كمية الجلوكوز في الدم نتيجة عدة عوامل تتضمن : نوع الأكل ، التمارين الرياضية ، الشد العصبي والإصابات . هذه العلاقات المعقدة بين الأنسولين ، الجلوكوز ، الكبد وبعض الهرمونات الأخرى هي التي تحدد تواجد السكر في مستوى معين .
يحدث في بعض الأوقات خلل في هذه العمليات . إما أن البنكرياس لا يفرز كمية الأنسولين الكافية التي تسمح للجلوكوز الدخول لخلايا الجسم ، أو أن الخلايا نفسها تقاوم الأنسولين . وفي كلا الحالتين يحدث ارتفاع في مستوى السكر في الدم .
سبب ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم يرجع إلي نوع مرض السكر الذي تعاني منه .

السكر الذي يظهر عند الشباب:
هذا النوع من السكر نادر الحدوث ، وهو نوع وراثي يظهر في النوع الثاني من السكر ويصيب الشباب في فترة المراهقة .

سكر الحمل:
هذا النوع يظهر عند بعض الحوامل – وغالباً تكون في المرحلة الثانية أو الثالثة من الحمل
 "مزيد من التفاصيل الحمل الصحيح " .

وهذا النوع يصيب السيدات الحوامل بنسبة 2 إلي 5% ، وهو يحدث عندما يتعارض الهرمون الذي يفرز عن طريق المشيمة مع تأثير الأنسولين في الجسم .
سكر الحمل يختفي بمجرد ولادة الطفل . ولكن حوالي نصف السيدات اللاتي يتعرضن لسكر الحمل ، يصبن بمرض السكر النوع الثاني بعد ذلك . في حالات نادرة تصاب السيدة بالنوع الأول من مرض السكر أثناء الحمل ، مما يؤدي إلي ارتفاع نسبة السكر بعد الولادة وذلك يتطلب العلاج عن طريق الأنسولين .

هناك حالات نادرة بنسبة 1 إلي 2% من المصابين بالسكر ، تكون الإصابة نتيجة بعض الأمراض أو بعض العلاجات التي تتداخل مع تأثير الأنسولين وأيضاً الالتهابات الناتجة عن إزالة البنكرياس جراحياً ، خلل في غدة الأدرينالين ، وبعض العقاقير التي تعالج الكوليسترول .

* عوامل الخطورة:                             
بالرغم من أن سبب إصابة بعض الأشخاص بالسكر غير معروف تحديداً حتى الآن ، إلا أن هناك بعض العوامل التي تؤثر تأثيراً كبيراً علي إمكانية الإصابة بالسكر .

التاريخ المرضي للعائلة:
ترتفع فرصة الإصابة بالنوع الأول أو الثاني من مرض السكر إذا كان أحد أفراد الأسرة من الدرجة الأولي مصابين بالمرض (مثل أحد الوالدين) .

وزن الجسم:
زيادة وزن الجسم هو أحد أهم العوامل المؤثرة في الإصابة – معظم المصابين بداء السكر من النوع الثاني يكون وزنهم أعلي من المعدل الطبيعي بكثير (حوالي 8 أشخاص من كل 10 أشخاص مصابين بالمرض يعانوا من زيادة الوزن) .
وذلك لأن كلما تراكمت أنسجة دهنية في الجسم كلما كانت مقاومة الخلايا للأنسولين أكبر .
إذا كان وزن الجسم في الجزء العلوي – خاصة حول البطن زائد عن باقي مناطق الجسم ، فهناك إذن خطورة أكبر لاحتمال الإصابة بالسكر .
زيادة الوزن للسيدات والشباب بصفة خاصة يزيد من فرص الإصابة بسكر الحمل .
ولكن يمكن السيطرة علي نسبة ارتفاع الجلوكوز بشكل كبير عن طريق خفض وزن الجسم والتحكم فيه .

قلة النشاط:
كلما قل النشاط الذي تقوم به ، كلما زادت فرص إصابتك بأمراض السكر .
يساعد النشاط الجسماني علي بقاء الجسم في وزن مناسب ، استهلاك الجلوكوز في الجسم ، حث خلايا الجسم علي أن تكون أكثر حساسية تجاه الأنسولين ، زيادة عملية تدفق الدم في الجسم ويحسن من نشاط الدورة الدموية حتى في أصغر الأوعية الدموية .
تساعد الرياضة أيضاً علي تكوين العضلات التي تكون مهمة جداً في الجسم لأنها تمتص كمية كبيرة من الجلوكوز .
إذا كان الجسم لا يحتوي علي عضلات كثيرة ، يبقي السكر الزائد في الدم .

السن:
تزداد خطورة الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكر ، كلما زاد عمر الشخص ، خاصة بعد سن 45 عام .
وذلك لأن بعد هذا السن يبدأ هذا الشخص في ممارسة الرياضة بشكل قليل جداً ، وتقل كمية العضلات في الجسم ويزيد وزن الجسم .
ولكن ينتشر السكر أيضاً ما بين سن 30 وال40 عاماً مع قلة النشاط وزيادة الوزن .

* متى تحتاج لاستشارة الطبيب.                 
يجب استشارة الطبيب علي الفور في حالة وجود أي من أعراض السكر ، مثل الظمأ المستمر وكثرة التبول . وفي حالة وجود السكر ، يجب عمل فحص دوري للسيطرة علي الحالة
ومتابعتها.

عدد مرات زيارة الطبيب ، تعتمد علي مدى سيطرتك علي مستوى السكر في الدم . إذا كنت تعاني من ارتفاع مستمر في مستوى السكر وعدم إمكانية السيطرة عليه أو إذا كنت تغير نوع العلاج فيجب متابعة الطبيب بشكل أسبوعي .
ولكن إذا كان مستوى السكر معتدل ، ولا تشعر بأية مشاكل أو أعراض ، فلن تحتاج لعمل فحص دوري إلا كل 3 أشهر .
بالإضافة إلي ذلك ، يجب القيام بعمل فحص شامل للجسم كل عام . يمكن أن ينصحك طبيبك بزيارة أخصائي أمراض القدم لإرشادك كيفية التعامل مع إصابات القدم وارتداء أنواع الأحذية المناسبة .
أيضاً يجب القيام بعمل فحص سنوي علي العين ، بالنسبة لمرضى السكر .
فقد يكون المريض في حاجة لزيارة طبيب العيون بشكل أكبر في حالة وجود ارتفاع في ضغط الدم ، الإصابة بأمراض الكلي أو حدوث حمل .

* الفحص والتشخيص:                          
لا يتم اكتشاف معظم حالات السكر إلا عن طريق القيام باختبار السكر عن طريق الصدفة ، إذا كان الشخص يقوم بعمل اختبارات دم أو فحص عام . وهناك العديد من الحالات لا يتم اكتشافها إلا بعد أن يسبب السكر ضرر أو إصابة لعضو من أعضاء الجسد الأساسيين مثل الكلى أو العين.
لذلك تنصح منظمة الصحة العالمية أن كل شخص يبلغ ال45 يجب عمل اختبار جلوكوز (سكر) وإذا كانت النتيجة جيدة ، فيجب القيام باختبار آخر كل 3 أعوام .
أما إذا كانت النتيجة تشير إلي إمكانية الإصابة بالمرض فيجب القيام باختبار آخر كل عام .

رغم أن مستوى السكر في الدم يختلف من شخص لآخر ، إلا أن هناك علامات أساسية .
فمثلاً : قياس السكر بعد فترة الصيام طوال الليل يكون عند أغلب الناس بين 70 – 110 (mg/dl) مليجرام كل عُشر لتر . ذلك بمعدل ملعقة صغيرة في كل 3.785 لتر .
إذا كان قياس السكر أكبر من 126 مليجرام / عُشر لتر ، فقد يكون الشخص مصاب بداء السكر .

اختبارات لاكتشاف مرض السكر:

* المضاعفات:                                   
السكر من الأمراض التي قد لا يدركها المريض في بدايتها ، حيث أن معظم الحالات لا يحدث بها أية أعراض ظاهرة ولكن السكر من الأمراض التي تصيب معظم الأعضاء الموجودة بالجسم بما فيها (القلب ، الأعصاب ، العين والكلى) .
"مزيد من التفاصيل جلطة الشريان التاجي"


إذا تمكن المريض من السيطرة علي ارتفاع السكر في الدم سيكون من السهل تجنب معظم المضاعفات التي قد تحدث في الجسم .
يسبب مرض السكر بعض المضاعفات طويلة وقصيرة المدى .
الأعراض القصيرة المدى تتطلب رعاية طبية فورية .
أما الطويلة المدى فهي التي تنشأ مع مرور الوقت وقد تكون خطيرة جداً إذا لم يتم السيطرة عليها في بداية ظهورها .

المضاعفات طويلة المدى:

المضاعفات قصيرة المدى:

* العلاج:                                      
السيطرة علي مستوى السكر في الدم هو أمر في غاية الأهمية للحفاظ علي الصحة العامة وتجنب الإصابة بالمضاعفات طويلة المدى لمرض السكر .
هناك بعض الأشخاص يقومون بالسيطرة علي مستوى السكر عن طريق النظام الغذائي السليم والتمارين الرياضية فقط دون تناول العلاج الدوائي .
هناك مجموعة أخرى قد تحتاج للأنسولين أو الأقراص الأخرى إلي جانب ذلك العلاج .
وفي كلتا الحالتين ، السيطرة علي مستوى السكر هو مفتاح العلاج .

مراقبة السكر في الدم:
بعد التأكد من الإصابة بمرض السكر ، يصبح قياس مستوى السكر أمراً محيراً ومربكاً بالنسبة للمريض . ولكن مع تعلم قياس السكر وإدراك أهمية قياسه بشكل دوري ومحاولة الحفاظ علي المستوى المطلوب ، يصبح الأمر أكثر سهولة بالنسبة للمريض .
المستوى الأمثل للسكر ، يعتمد علي سن المريض ونوع السكر الذي أصيب به (النوع الأول ، النوع الثاني) بالنسبة للشباب الذين لم يصابوا بعد بأية مضاعفات ، إن المستوى المطلوب يكون بين 80 – 120 مليجرام/عُشر لتر (mg/dl) قبل الأكل ، وأقل من 180 بعد الأكل .
أما بالنسبة للأكبر سناً والمصابين بأي من مضاعفات السكر فيجب ألا يرتفع مستوى السكر عن 100 – 140 قبل الأكل ، وأقل من 200 بعد الأكل .
وذلك لأن انخفاض السكر بشكل كبير عند الأشخاص الأكبر في العمر يمكن أن يشكل خطورة أكثر لهم بالمقارنة بالشباب .
بالنسبة لعدد مرات قياس السكر في اليوم ، فذلك يعتمد علي نوع السكر الذي أصابك .
إذا كنت مصاباً بالنوع الأول من السكر أو تعالج بواسطة الأنسولين ، فيجب قياس السكر مرتين إلي 3 مرات في اليوم .
ولكن إذا كنت مصاباً بالنوع الثاني ، أي أنك لا تتناول الأنسولين فيمكن قياسه مرة واحدة في اليوم أو مرتين في الأسبوع .

بالنسبة للأشياء التي تؤثر علي مستوى السكر هي:
1- الطعام:
يقوم الطعام برفع مستوى السكر ، ويكون في أعلي درجاته بعد ساعة إلي ساعتين من الأكل . كمية ونوع الطعام الذي تتناوله هو الذي يؤثر علي مستوى السكر .

2- التمارين والنشاط الجسماني:

كلما زاد نشاطك الجسماني كلما قل مستوى السكر بشكل عام .
التمارين الرياضية تعمل علي نقل السكر إلي خلايا الجسم واستخدامه لإعطاء الجسم الطاقة اللازمة وخفض مستوى السكر في الدم .
أنواع الرياضة: مثل المشي ، الجري وركوب الدراجات من أهم الرياضات التي تعمل علي خفض مستوى السكر . ولكن النشاطات الجسمانية الأخرى مثل الأعمال المنزلية المختلفة تساعد أيضاً علي خفض مستوى السكر .

3- بعض أنواع العلاجات:
الأنسولين وأقراص السكر الأخرى تعمل علي خفض مستوى السكر . ولكن إذا كان المريض يتناول بعض العقاقير لعلاجات أخرى قد تؤثر علي مستوى الجلوكوز .
الاستيرويد بالتحديد قد يرفع مستوى السكر في الدم .
بعض العقاقير الأخرى التي تعالج ارتفاع ضغط الدم ، أو ارتفاع الكوليسترول مثل النيسين
(niacin) قد ترفع من مستوى السكر .

4- اعتلال الجسم:
الاعتلال الجسدي مثل نزلات البرد ومثل هذه الأشياء يحفز الجسم علي إفراز بعض الهرمونات التي ترفع مستوى السكر في الدم .
بالإضافة إلي ذلك فإن الحمى علي سبيل المثال تزيد من عملية التمثيل الغذائي للجسم وتزيد من عملية انتفاع الجسم بالسكر وبالتالي تغير من كمية الأنسولين التي يحتاجها الجسم في الحالة الطبيعية .
لذلك يجب مراقبة مستوى السكر بشكل منتظم أثناء فترات التعب .

5- الكحوليات:
الكحوليات ، الكميات البسيطة منها تعمل علي خفض مستوى السكر بشكل كبير (مقدار 56 جرام) ولكن في بعض الأحيان أيضاً يتسبب الكحول في رفع مستوى السكر .
إذا كنت تتناول الكحول ، فيجب تناول كميات قليلة منه ومراقبة مستوى السكر قبل الشرب وبعده لمعرفة مدى تأثيره عليك وعلي مستوى السكر . ولا تنسي دائما أن الكحول يعتبر مثل السعرات الحرارية للكربوهيدرات في نظامك الغذائي .

6- تقلبات في مستوى الهرمون:
الهرمون الأنثوي (الاستيروجين) بالتحديد يقوم بجعل خلايا الجسم أكثر حساسية تجاه الأنسولين .
وهرمون البروجسترون يجعل الخلايا أكثر مقاومة للأنسولين .
بالرغم من تقلب مستوى هذه الهرمونات عند السيدات في فترة الدورة الشهرية إلا أن السيدات قد لا يلاحظن التغيير في مستوى السكر في هذه الفترة .
يتغير مستوى الهرمون في الجسم أيضاً في الفترة قبل انقطاع الدورة نهائياً عند السيدات (في سن انقطاع الدورة) ويختلف مستوى التأثير من سيدة إلي أخرى ، ولكن يمكن السيطرة علي هذه التغيرات بسهولة عن طريق التمارين الرياضية وتغيير نظام التغذية (اتباع نظام جيد) . أما إذا كانت الحالة أكثر خطورة ، فقد ينصحك الطبيب بتناول بعض العقاقير أو استخدام الهرمونات البديلة بعد فترة انقطاع الدورة .
"مزيد من التفاصيل مرحلة إنقطاع الدورة"
 

- النظام الغذائي الصحي:
اتباع نظام غذائي محدد لا يعني أن عليك تناول الأطعمة غير المحببة لديك أو تناول أنواع معينة من الأطعمة فقط . ولكن معناه تناول المزيد من الفاكهة، الخضراوات، الحبوب، أي الأطعمة الغنية بالفوائد ومنخفضة السعرات والدهون – وأيضاً تناول كمية منخفضة من منتجات الألبان واللحوم الحيوانية والحلوى .

8- التمارين الرياضية:
التمارين الرياضية هامة جداً سواء للأصحاء أو المرضى . والتمارين المفيدة للقلب والرئة تساعد بشكل كبير علي إنقاص معدل السكر في الدم .
يمكن استشارة طبيبك عن نوعية التمارين الأفضل بالنسبة لك، خاصة إذا كنت تعاني من مشاكل صحية أخرى (مثل أمراض القلب) .
الرياضات الخفيفة مثل المشي، الجري، ركوب الدراجات، أو السباحة هي من أفضل الرياضات .
حدد هدف لنفسك وفترة محددة للقيام بالتمارين ليس أقل من 30 دقيقة معظم أيام الأسبوع، أو 3 أيام علي الأقل .
عندما تبدأ في القيام بالتمارين لأول مرة، أجعلها لفترة قصيرة ثم ضاعف الفترة بشكل تدريجي .

9- الوزن المثالي:
زيادة وزن الجسم بشكل كبير هي من أخطر العوامل التي تساعد علي الإصابة بمرض السكر (النوع الثاني) وذلك لأن الدهون في الجسم تجعل الخلايا أكثر مقاومة للأنسولين . ولكن مع فقدان الوزن الزائد تصبح خلايا الجسم أكثر تفاعلاً مع الأنسولين .
بالنسبة لبعض الأشخاص المصابين بالنوع الثاني من مرض السكر ، فإن إنقاص الوزن هو أهم الأشياء التي يحتاجها المريض للتحكم في مستوى السكر .
المعدل الطبيعي لإنقاص الوزن هو من 4 – 9 كيلو (حسب زيادة الجسم) .
يمكنك متابعة إنقاص وزن جسمك مع طبيب سمنة متخصص لاتباع أفضل الطرق لك .

10- العلاج الدوائي:
إذا وجد المريض أن اتباع النظام الغذائي الصحيح والقيام بالتمارين الرياضية وإنقاص الوزن ليس كافياً للتحكم في مستوى السكر ، فقد يكون في حاجة إلي علاج دوائي عن طريق الأنسولين أو الأقراص (حسب استشارة الطبيب) .
كل المرضى المصابين بالنوع الأول من مرض السكر وبعض المصابين بالنوع الثاني في حاجة إلي العلاج بالأنسولين يومياً لتعويض النقص الذي يسببه البنكرياس .
لا يمكن تناول الأنسولين في شكل أقراص لأن أنزيمات المعدة تقوم بمهاجمته وتدمره ويصبح غير مؤثر علي الجسم ، لذلك يجب تناوله عن طريق الحقن .
هناك أنواع من حقن الأنسولين ، هناك نوع الحقن العادي (السرنجة) وهناك نوع آخر يتم إخراج الأنسولين عن طريق الضخ ، ومن خلال آلة ضخ الأنسولين يمكن التحكم في كمية الأنسولين في كل مرة وتحديد الكمية المطلوبة وذلك يعتمد علي كمية الطعام الذي تم تناوله ونوع النشاط الذي يقوم به المريض ومستوى الجلوكوز . ولكن هذا النوع من الأنسولين لا يتم استخدامه إلا للأشخاص الذين يقومون بنشاطات مختلفة ويستطيعون التحكم في مستوى الجلوكوز بشكل جيد .
أكثر أنواع الأنسولين انتشاراً هو الأنسولين البشري المركب والذي يكون مطابقاً كيمائياً بشكل كبير مع جسم الإنسان وأنسجته ولكن يتم تحضيره معملياً . ومع ذلك فهو لا يقوم بوظيفة الأنسولين الطبيعي بشكل جيد .

- هناك أنواع أخرى من العلاج الدوائي تتضمن:

* العناية الشخصية للمريض: