عيوب المديرين في الإدارة
لعل من أسوأ عيوب المديرين إدارتهم لأعمالهم من مكاتبهم فقط والاعتماد
على
التقارير التي
ترفع إليهم عن سير العمل بل وإطلاق الثقة في هذه التقارير واعتمادها
كمصدر وحيد عند
اتخاذ القراراتفيدير المدير إدارته من برج عاجي، يسمى حجرة مكتب
المدير العام وإذا رفعت إلى شكوى أو ملاحظة بغير ما يعلم عن مؤسسته
اتهم قائلها
بالبعد عن
الحقيقة، بل وأحيانا يتهم القائل بأنه مغرض، وأحيانا يسفه رأيه ويضع على
الناصح له دوائر
حمراء، ولا يدري أن العيب فيه هو وليس في الناصح له، وهو لا يفكر
مطلقًا في النزول
إلى مواقع العمل ليرى كل شيء على طبيعته،
ويحدث لا محالة
انفصال تام بين الإدارة من ناحية وبين العمل
والمرؤوسين من
ناحية أخرى، ولا يكتشف المدير تلك المشكلة الكبيرة إلا بعد وقوع
كارثة يكون ـ أي
المدير ـ أكبر ضحاياها،
ولذا وجب على كل
مدير أن ينتبه إلى
ذلك الخلل في
إدارته قبل وقوع الكارثة. وهذا الكتاب ينبه المديرين إلى ذلك الخلل،
والكتاب بعنوان
}جمبا كايزون{، وهما كلمتان يابانيتان،
و'جامبا' هي
إدارة المكان،
وهي تعني أن الإدارة تكون في
الموقع الفعلي للأحداث، ولا تنفصل عنه،
و'كايزون' هي
إدارة
الزمان،
وهي تعني التطوير
المستمر للعمل لتخفيض التكاليف ورفع الإنتاجية.
وهذا الأسلوب
الياباني يتلخص في عدة نقاط أساسية:
أولاً:
إذا حدثت مشكلة انزل فورًا إلى موقع الحدث فتواجدك
السريع في موقع الحدث أو المشكلة يقضي على 50% منها؛ لأن المدير
الناجح بيده كل
مفاتيح الحسم
فينبغي ألا يغيب عن موقع الحدث، وإياك أن تعتمد على التقارير؛ لأنها
عادة ما تكون
متحيزة إلى أحد وجهتي النظر، وإذا اعتمدت عليها وحدها فلن تأخذ قرارًا
إلا لتأييد وجهة
النظر الموجودة في التقارير، أما وجهة النظر الأخرى والتي قد تكون
هي الأصوب لن
تتفهمها أو تقتنع بها لأنك من الأصل لم تسمعها.
ثانيًا:
قسم عملك إلى أربعة مراحل:
1ـ خطط
2ـ
طبق
3ـ راجع
4ـ طور
التفاصيل..
1ـ
تخطيط:
أي وضع القواعد التي يتعامل بها العاملون مع
المشكلات، ووضع حلول لها، ووضع العوامل التي تذلل العقبات من طريق
العمل من أجل
الوصول إلى الهدف
المنشود، مهما قل أو عظم ذلك الهدف لابد من مرحلة التخطيط له.
2ـ
تطبيق:
وفيه تنزل الخطة والأهداف للمرؤوسين
لتفيذها بدقة
بالغة حسب المتفق عليه، ولا يسمح بالاجتهاد إلا في الأمور التي يصح
فيها الاجتهاد
الشخصي كالأمور البسيطة التي لم ترد في الخطة.
3:
مراجعة ومراقبة
التنفيذ،
فلا يكتفي المدير بوضع الخطط
والأمر بتنفيذها
فقط ثم الاعتماد بعد ذلك على التقارير المتدفقة عليه التي تخبره
بأن العمل يسير
وفق الخطة الموضوعة ـ وأن كله تمام ـ كلا، بل يجب عليه أن يتابع سير
العمل هل يسير حسب الخطة الموضوعة أم لا؟
4ـ
بعد
المراقبة والمراجعة
والتقييم للخطة
تأتي مرحلة التطوير لكي تستفيد أنت أولاً
من أخطاء الخطة
السابقة، فتعمل على تجنبها، فلابد من الاستفادة من الأخطاء.
ثمان وصايا
لتطبيق ' جامبا كايزون
':
1ـ
إذا عرض عليك اقتراح جديد لا تنظر إلى من قدمه ولكن انظر دائمًا إلى
جدوى الاقتراح،
وفكر دائما في
'كيف' تنفذ الاقتراح الجديد الجيد، وليس في 'لماذا' لا تنفذه. فربما
يصلك اقتراح جيد
من عامل صغير بسيط فلا تتكبر.
2ـ كن طموحًا
دائمًا واطمع
في المزيد، فليس
بعد التمام إلا النقصان، فإذا رضيت عن مستوى العمل الذي تعمل به
أنت وأعوانك هبط
المستوى بعد ذلك، وكن تواقًا إلى ما هو أفضل من ذلك، ولذا لا تقبل
مبررات انخفاض
الإنتاجية من أعوانك. فهي ليست ثابتة ولا يجب أن تكون كذلك.
3ـ لا تبحث عن
الكمال في الاقتراح الجديد ـ فالكمال لله وحده ـ ، فقط نفذه
ولو بنسبة نجاح 50%، فليس هناك اقتراح به نسبة نجاح 100% ، والعبرة
كما قلنا بكيفية
التخطيط له، ثم
التنفيذ الدقيق، ثم المراقبة والمراجعة والتقييم ساعتها ربما تجد أن
نسبة النجاح قد
ارتفعت كثيرًا.
4 ـ صحح الأخطاء
فور وقوعها، ولا تتركها
فتستفحل ثم
تستعصي على الحل والتصحيح، والإنسان أسير العادات، فربما نشأ جيل كامل
من العمال
والمعاونين على خطأ ولا يستطيعون تغييره الآن قد تركه مدير سابق كان يقدر
على تغييره بكلمة
أو بإشارة.
5-لا تجعل من
تطبيقك لنظام 'كايزن' سببًا في
زيادة التكاليف
وزيادة الإداريات والروتينيات، إذ تكمن كفاءة 'كايزن' في تقليل
الروتينيات، فلا
تجعلها تتقلب إلى نقيضها كما يحدث لأغلب الممارسات الإدارية.
6 ـ تخلص من
الجمود الفكري بشأن: 'أننا يجب أن نفعل ذلك، بهذه الطريقة
فقط'، بل يجب عليك أن توجد قدرًا من الحرية في ممارسة أسلوب العمل،
ولكن بما لا
يخرج عن الخطة
الموضوعة.
7 ـ كن يقظًا،
فليست كل شكوى كيدية، وليس كل
اعتراض على أمر
نوعًا من التمرد يجب عليك قمعه، كلا حاول التحقيق في أمر الشكاوى
وخاصة عند
تكرارها من عمل معين أو مكان معين أو شخص معين، حتى يمكنك تطوير عملك
والقضاء على
مشاكله، فربما قضيت على المشكلة قبل أن تحدث، وهذا قمة النجاح.
8 ـ أمامك
مسئوليتان: مسئوليتك عن الأفراد، ومسئوليتك عن العمل، فلا تجعل
حبك للإنجاز يطغى على مسئوليتك عن الأفراد فتهلكهم أو تفقدهم، ولا
تجعل اهتمامك
بالأفراد يطغى
على العمل فيفسد العمل ويسوء، فتفشل في إدارتك للعمل.