ارتفــــــاع ضغــــط الــــــدم (1) 
 

العوامل التي تساعد على ارتفاع ضغط الدم:

1. الاستعداد الوراثي.
2. السمنة.
3. ملح الطعام.
4. الضغط العصبي ونمط الحياة.
5. بعض العناصر الأخرى.

1. الاستعداد الوراثي: ينتشر هذا المرض أكثر في عائلات عن غيرها.
نسبة الانتشار في السود أكثر من البيض (في العالم الغربي، لم نجد هذه الظاهرة في مصر خلال دراساتنا).
أمكن بواسطة الدراسات الجينية التعرف على عدة جينات شديدة الارتباط بارتفاع ضغط الدم.
تبين أيضا أن أطفال الآباء والأمهات من ذوي الضغط المرتفع يعانون من بعض الاستجابات غير العادية للأوعية الدموية على الرغم من أن هؤلاء الأطفال لا زال ضغط دمهم طبيعياً.

2. السمنة: هذه هي أكثر العوامل المكتسبة تأثيراً في ضغط الدم.
يرتفع ضغط الدم مع زيادة وزن الجسم وهذه العلاقة طردية ومستمرة مع تغير الوزن، كما أن فقدان الوزن الزائد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.
والعلاقة بين ضغط الدم والسمنة موجودة في جميع الأعمار وفي كل من الرجال والنساء.
يلاحظ أيضا ان السمنة تساعد على زيادة الإصابة بمرض السكر وهذا يزيد من احتمال ارتفاع ضغط الدم كما يزيد كثيراً من مضاعفات مرض ارتفاع ضغط الدم.

3. ملح الطعام: لدى عدد كبير من الناس يرتفع ضغط الدم كثيراً استجابة لزيادة كمية كلوريد الصوديوم في الغذاء.
معظم مرضى ارتفاع ضغط الدم من كبار السن والمصابين بالسمنة أو السكر وكذلك من سود البشرة يعانون من ارتفاع ضغط الدم عند زيادة كمية ملح الطعام.

4. الضغط العصبي ونمط الحياة: العوامل التي تسبب ضغطاً عصبياً مستمراً تتسبب في ارتفاع ضغط الدم.
الهجرة من بلد إلى بلد أو من الريف إلى المدينة، وكذلك بعض الوظائف التي تتطلب درجة عالية من التيقظ وسرعة الاستجابة
ولا تتوفر فيها حرية القرار مثل عمال السويتش ورجال المراقبة الجوية في المطارات، يمكن أن تتسبب في ارتفاع ضغط الدم.

5. بعض العوامل الأخرى: هناك عوامل أخرى تساعد على ارتفاع ضغط الدم وإن يكن بدرجة أقل من السابق ذكرها.
هذه العوامل تشمل زيادة مستوى الضوضاء وانخفاض محتوى الطعام من البوتاسيوم والتسمم المزمن بالرصاص وتعاطي الكحول بكثرة.
دور ارتفاع ضغط الدم بين عوامل المخاطرة الأخرى للإصابة بأمراض الجهاز الدوري:
إن عوامل الخطورة الرئيسية للإصابة بأمراض الجهاز الدوري هي الاستعداد الوراثي وارتفاع ضغط الدم وارتفاع دهون الدم والسكر والتدخين والسمنة.
ولدى مرضى ارتفاع ضغط الدم في العادة أكثر من عامل بين هذه العوامل بالإضافة إلى الضغط المرتفع، فتنتشر بينهم السمنة ويكون انتشارها أكثر لدى النساء
(أكثر من نصف مريضات ارتفاع ضغط الدم من المصريات مصابات بالسمنة) وإن تكن أيضا منشرة جداً بين الرجال.
كذلك فإن مرضى الضغط المرتفع يعانون أكثر من غيرهم من ارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية وانخفاض مستوى الكوليسترول المفيد (مرتفع الكثافة)،
يلاحظ أيضا أن مرض السكر اكثر انتشارا بين مرضى ارتفاع ضغط الدم عن غيرهم
(حوالي 15% من مرضى ارتفاع ضغط الدم مصابون بالسكر ويضاف إليهم 3% جدد يصابون سنوياً بمرض السكر).
تجدر الإشارة هنا إلى أن ارتفاع ضغط الدم المصحوب بمرض السكر يؤدي إلى زيادة كبيرة في كل من مضاعفات هذين
المرضين خاصة إذا لم يتم التحكم في مستوى الضغط والسكر بالعلاج فترتفع كثيراً
نسبة انتشار النوبات القلبية وفشل الكلى وهبوط القلب.
يضاف إلى ذلك أن مرضى ارتفاع ضغط الدم عموماً أكثر خمولاً وأقل حركة من غيرهم.
ويستنتج من ذلك أن أهم ما يجب أن يتصدى له مريض الضغط بكل حسم هو السمنة والسكر وان عليه الا يدخن قط وان يزيد من حركته العضلية.
خير الكلام ما قل ودل: خفض طعامك بنسبة الربع.
امش كيلومترين يومياً.
لا تدخن قط.

ارتفاع الضغط الأولي والثانوي:
في الغالبية الساحقة من المرضى (حوالي 95%) لا يمكن عن طريق الفحص والتحاليل الوصول إلى سبب لارتفاع ضغط الدم، ويسمى هذا ارتفاع ضغط الدم الأولي.
بينما يمكن في أقلية من الحالات الوصول إلى سبب محدد لارتفاع ضغط الدم، ويسمى ذلك النوع ارتفاع ضغط الدم الثانوي.
أهم أسباب ارتفاع ضغط الدم الثانوي هي الأدوية (خاصة حبوب منع الحمل وأدوية الروماتيزم والتهاب المفاصل)
وأمراض الكلى (التهاب حوض الكلى أو التهاب الكلى المناعي أو حصوات الجهاز البولي، وللعدوى بالبلهارسيا دور بارز في هذا المجال)
وضيق شريان الكلى، وأمراض الغدد الصماء (أورام قشرة أو نخاع الغدة الكظرية والعيوب الخلقية في تصنيع هرمونات تلك الغدة، وكذلك زيادة إفراز الغدة النخامية)
وبعض أمراض الجهاز العصبي والتسمم المزمن بالرصاص وحالات أخرى نادرة الحدوث.
يحدث أيضاً أن يكون سبب ارتفاع ضغط الدم عيباً خلقياً في شريان الأبهر يؤدي إلى ضيق شديد بذلك الشريان.
ارتفاع الضغط الانقباضى والانبساطي:
في أغلب مرضى ضغط الدم المرتفع يكون كل من الضغط الانقباضي والانبساطي أعلى من الطبيعي غير أنه في نسبة من المرضى، خاصة كبار السن يكون ضغط الدم الانقباضي
مرتفعا بينما ضغط الدم الانبساطي في الحدود الطبيعية (على سبيل المثال 180/80 مم زئبق).
وكان المعتقد إلى وقت قريب أن هذا النوع من ارتفاع الضغط الانقباضي فقط ليس له مضاعفات، ولكن العديد من الدراسات قد أوضحت وضوحاً قطعياً أن ارتفاع الضغط
الانقباضي تصحبه نفس المضاعفات المصاحبة لارتفاع الضغط التقليدي.
ويعد المريض مصاباً بارتفاع الضغط الانقباضي إذا كان ضغط دمه الانقباضى 160 مم زئبق أو اكثر بينما ضغط دمه الانبساطي اقل من 90 مم زئبق.
الأعراض والعلامات المصاحبة لارتفاع ضغط الدم:
أهم ما يجب أن نتذكره عن هذا المرض أنه بلا أعراض.
لا يشكو المريض من أي شئ.

 

ورغم الاعتقاد الشائع بأن الضغط المرتفع يسبب الصداع واحمرار العينين ونزيف الأنف، فإن الحقيقة هي أن هذه الأعراض موجودة أيضاً بنفس الدرجة لدى الأشخاص
من ذوي ضغط الدم الطبيعي، وأيضاً فإن أغلب المرضى لا يشكو من هذه الأعراض.
يعاني كثير من المرضى من السمنة.
لا تبدأ الأعراض في الظهور بكثرة إلا مع حدوث المضاعفات فقد تظهر أعراض قصور الشريان التاجي مثلاً أو فشل الكلى أو هبوط القلب.
أهم خطوة في الفحص الإكلينيكي هي التأكد من قياس ضغط الدم بطريقة صحيحة، وهذه الخطوة من أكثر مواضع الخطأ في الفحص الإكلينيكي للمرضى، يجب أيضاً التأكد من وجود تضخم البطين الأيسر إذا كان ذلك موجودا.
إن تضخم البطين الأيسر يرتبط ارتباطاً وثيقاً بزيادة كبيرة في كل أنواع المضاعفات التي يمكن أن يعاني منها مريض ضغط الدم المرتفع.
ينبغي أيضاً التأكد من مستوى ضغط الدم أثناء الوقوف حيث أن الضغط قد ينخفض كثيراً مع الوقوف (خاصة لدى كبار السن ومن يستعملون أدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم ومن يعانون من مرض السكر).
وانخفاض الضغط بشكل كبير مع الوقوف قد يسبب الإغماء مما يترتب عليه السقوط والإصابات والكسور (خاصة في كبار السن، حيث يكون التئام الكسور بطيئاً وكثير المضاعفات).
لا ينبغي إهمال فحص قاع العين حيث أن التغيرات التي يحدثها ارتفاع ضغط الدم في أوعية الشبكية تكون شديدة الدلالة على شدة المضاعفات الأخرى.
كذلك ينبغي الاهتمام بفحص البطن للتأكد من حالة الكلى واستبعاد اللغط الذي قد يصاحب ضيق شريان الكلى وكذلك استبعاد انورزم الأبهر البطني.
لا ينبغي إطلاقا إهمال فحص الأوعية الدموية للأطراف السفلية حيث أن هذه الخطوة ضرورية لتقييم الدورة الدموية الطرفية وكذلك لاستبعاد ضيق الأبهر الخلقي.
ختاماً ينبغي التأكد من أن المريض لا يعاني من أزمة الربو وضيق الشعب، وأن فحص الجهاز العصبي في حالة طبيعية وينبغي معرفة وتدوين أي أعراض حساسية لأي أدوية سبق للمريض استخدامها.

الفحوص المعملية لمريض الضغط المرتفع:

يشمل التقييم المبدئي لمريض ارتفاع ضغط الدم بصفة روتينية الأبحاث الآتية:
 

1. فحص البول للزلال والسكر وأي تغيرات أخرى قد تدل على مرض بالجهاز البولي. 2. عدد خلايا الدم الحمراء والبيضاء.
3. قياس وظائف الكلى.
4. قياس نسب دهون الدم والمريض صائم لمدة 12 ساعة على الأقل.
5. قياس مستوى السكر بالدم والمريض صائم.
6. قياس نسبة حمض البوليك (يمكن أن يرتفع مع استعمال مدرات البول).
7. قياس نسبة البوتاسيوم (يكون منخفضاً مع أورام الغدة الكظرية ومع استعمال مدرات البول).
8. رسم القلب الكهربائي لبيان علامات تضخم البطين الأيسر أو اضطراب النبض أو قصور الشرايين التاجية.

بالإضافة إلى ذلك فإن مرضى السكر يحتاجون إلى قياس الزلال الضئيل بالبول حيث يكون وجوده دليلاً على بداية تأثر الكلى بمرض السكر ويكون هذا مؤشراً إلى زيادة نسب مضاعفات الضغط المرتفع بشكل عام.
بعض المرضى يحتاجون لعمل فحص للقلب بالصدى فوق الصوتي، ليس فقط لتشخيص تضخم البطين الأيسر ولكن لتشخيص الحالات المصاحبة له مثل قصور الشرايين التاجية
وأمراض الصمامات وضعف عضلة القلب واعتلال استرخاء البطين الأيسر.
كذلك يلزم أحياناً عمل قياس مستمر لضغط الدم على مدى أربع وعشرين ساعة.
تجدر الإشارة هنا أن بعض المرضى يكون ضغطهم مرتفعاً عند قياسه في العيادة بمعرفة الطبيب بينما يكون أقل ارتفاعاً أو حتى طبيعياً تماماً إذا تم قياسه في منزل المريض بواسطة
الأقارب وهذا النوع من ارتفاع ضغط الدم يسمى "ضغط المعطف الأبيض" نظراً لأنه يظهر فقط في حضور الطبيب.
وتكمن خطورة ذلك النوع في أن القياس المرتفع بالعيادة
يمكن أن يترتب عليه علاج دوائي مكثف يؤدي إلى انخفاض شديد في الضغط.
ويمكن تشخيص ضغط المعطف الأبيض إذا وجد ضغط الدم طبيعياً في القياس المنزلي أو باستخدام جهاز تسجيل الضغط لأربع وعشرين ساعة.
أما بالنسبة للفحوص اللازمة لتشخيص ارتفاع ضغط الدم الثانوي فهذه ليست للاستعمال الروتيني في كل المرضى لأن غالبية الحالات من النوع الأولى كما سبق الذكر، كما أن فحوص
تشخيص سبب ارتفاع ضغط الدم الثانوي متعددة ومرتفعة التكلفة، ولذلك فهي لا تلزم إلا إذا تبين من الأعراض والفحص والتحاليل الروتينية أن هناك حاجة لأجراء بعضها.
تشمل هذه الفحوص قياس مستوى هرمونات معينة في الدم أو البول وكذلك أنواعاً من التصوير بأشعة الصبغة أو الموجات فوق الصوتية لشرايين الكلى أو الشريان الأبهر أو تصوير الغدة
الكظرية بالأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي أو المسح بالمواد المشعة وغير ذلك.

العلاج:

1. الإرشادات العامة وأسلوب الحياة: تتبع هنا الإرشادات السابق الإشارة إليها تحت بند الوقاية من أمراض الشرايين التاجية بالإضافة إلى الإقلال من ملح الطعام والامتناع عن تناول المشروبات الكحولية.
للإقلال من ملح الطعام ينبغي تجنب الأطعمة المعلبة والمحفوظة (خضراوات، لحوم، أسماك، دواجن، حساء) وكذلك أغلب أنواع الجبن وكل المخللات والزيتون الأسود.
الجبن المسموح بتناول هو الجبن الأبيض أو القريش قليل الملح أو إذا تم نقعه في الماء حتى تقل نسبة الملح به.
يلاحظ أن الأكل خارج المنزل ينطوي على استهلاك كمية كبيرة من الدهون وملح الطعام، حيث أن أغلب الوجبات الجاهزة والأطعمة السريعة التحضير غنية بالدهون والملح.
الملح الطبي يحتوي على كمية أقل من الصوديوم وكمية أكبر من البوتاسيوم واستعماله يقلل من استهلاك الصوديوم، ولكنه إذا استخدم مع أدوية رافعة للبوتاسيوم
(مثل مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين وبعض أنواع مدرات البول) فإنه يمكن أن يسبب ارتفاعاً كبيراً في نسبة بوتاسيوم الدم.
والحقيقة أن أفضل ما يمكن لمريض ارتفاع ضغط الدم أن يفعله في هذا الصدد هو أن يعود نفسه على مذاق الطعام المنخفض الملح.
بالإضافة إلى ذلك فإن التخلص من الوزن الزائد له أهمية قصوى في السيطرة على ضغط الدم.
سبق الحديث عن أهمية الإقلال من الدهون وزيادة النشاط العضلي وعدم التدخين.

2. الأدوية: هذا المجال- مع الأسف- من أشد المجالات التي تؤثر فيها الدعاية التجارية على قرارات الأطباء.
إن محاولة إدعاء مزايا خاصة لعلاج دون غيره يؤدي إلى وصف أدوية مرتفعة الثمن بدون أسباب كافية تبرر ذلك في كثير من الحالات، ولكن لنبدأ القصة من أولها:
هناك خمس مجموعات رئيسية من أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم:

أ. مدرات البول. ب. مثبطات مستقبلات بيتا. جـ. مثبطات مستقبلات أيون الكالسيوم.
د. مثبطات مستقبلات ألفا. هـ. مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتسين.
ويضاف إلى هذه المجموعات الخمس مجموعتين أقل استعمالا بكثير وهما: و. الأدوية المؤثرة على الجهاز العصبي المركزي. ز0 موسعات الأوعية المباشرة.

‌أ. مدرات البول: أوسع أدوية علاج ارتفاع الضغط انتشارا وأرخصها ثمناً وأكثرها فعالية.
تعمل هذه الأدوية على منع امتصاص الصوديوم من القنوات الكلوية مما يؤدي إلى طرد كل من الصوديوم والماء في البول بكمية زائدة.
كذلك لأغلب هذه الأدوية خواص موسعة الأوعية الدموية.

هناك ثلاث مجموعات أساسية من مدرات البول:
· مجموعة الثيازيد: أكثرها استعمالاً.
عالية الكفاءة إلا مع تدهور وظائف الكلى حيث تقل فاعليتها.
إذا استعملت بجرعات كبيرة يمكن أن تتسبب في ارتفاع دهون الدم ونسبة السكر وحمض البوليك.
الجرعات المستخدمة حاليا كلها جرعات صغيرة ولذلك يندر حدوث الأعراض الجانبية سالفة الذكر.
لدى بعض المرضى حساسية من هذه الأدوية ولا يمكنهم استعمالها.
كذلك لا ينبغي استعمالها إذا كان هناك ارتفاع في نسبة حمض البوليك يصاحبها التهاب المفاصل (مرض النقرس).
يمكن استعمالها بأمان في مرضى السكر وارتفاع دهون الدم.
يجب دائماً البدء بجرعات صغيرة خاصة في كبار السن، يمكن أن تؤدي لانخفاض نسبة البوتاسيوم في الدم.

· المجموعة المؤثرة على أنبوب هنلي: (مثل عقار لاسكس) وهي أشد المجموعات تأثيراً، حتى مع تدهور وظائف الكلى وتأثيراتها على الدهون والسكر وحمض البوليك أقل من
المجموعة السابقة، إلا أنها يمكن أن تسبب انخفاضاً شديداً في نسبة البوتاسيوم خاصة مع الجرعات الكبيرة.
هذه الأدوية قصيرة المفعول (عدة ساعات) ولذلك فهي ليست مثالية لعلاج ارتفاع ضغط الدم مقارنة بعقارات مجموعة الثيازيد التي يستمر تأثيرها يوماً أو يومين بعد كل جرعة.
يقتصر استعمالها على المرضى غير المستجيبين للثيازيد أو من لديهم حساسية منه، وكذلك المصابين بقصور وظائف الكلى.

 

· المجموعة الحافظة للبوتاسيوم: (مثل عقار الداكتون) وهي من مدرات البول ضعيفة التأثير وتستخدم أساسا كإضافة لأحدى المجموعتين السابقتين بغرض منع انخفاض نسبة البوتاسيوم في الدم.
أحياناً يضاف كل من العقارين في قرص واحد (مثل عقار موديوريتك).

‌ب. مثبطات مستقبلات بيتا: هذه المجموعة أيضاً من أوسع الأدوية انتشاراً وأكثرها فائدة، تزداد فائدة هذه المجموعة بشكل خاص في مرضى ارتفاع الضغط المصاحب لقصور الشرايين التاجية أو اضطرابات النبض.
الأعراض الجانبية الرئيسية هي ضيق الشعب أو أزمة الربو وكذلك في أحيان قليلة تعسر التوصيل الكهربي للقلب.
يعاني بعض المرضى من الإرهاق عند بذل المجهود، كما يعاني نحو 10% من الذكور من ضعف الانتصاب.
يحدث أحياناً اضطرابات النوم أو الاكتئاب وقليلاً ما تزداد صعوبة التحكم في مرض السكر.
يجب بقدر الإمكان عدم التوقف عن استعمال هذه الأدوية بطريقة مفاجئة.

‌ج. مثبطات استقبال أيون الكالسيوم: يجوز استعمال هذه الأدوية في المرضى من كبار السن، وكذلك إذا كان ارتفاع ضغط الدم مصحوباً بقصور الشرايين التاجية أو ارتفاع دهون الدم أو السكر.
هذه الأدوية لا تحدث ضيق الشعب الهوائية أو الإرهاق وضعف الانتصاب الذي قد يحدث مع المجموعة السابقة.
الأعراض الجانبية الرئيسية هي تورم القدمين والصداع.
يمكن في أحيان قليلة أن يحدث إبطاء في التنشيط الكهربي للقلب مع استعمال بعض أدوية هذه المجموعة، كذلك قد يترتب على استعمال بعض هذه الأدوية في مرضى هبوط القلب أن يزداد ضعف عضلة البطين الأيسر.

‌د. مثبطات مستقبلات ألفا: ليس لهذه المجموعة تأثير سلبي على دهون الدم أو نسبة السكر في الدم، وبالإضافة إلى ذلك فإن لها خاصية إرخاء عنق المثانة البولية، لذلك فهي تستخدم لخفض ضغط الدم لدى الذكور
ممن يعانون تضخم البروستاتا مع صعوبة التبول.

هـ. مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين: ازداد استعمال هذه الأدوية كثيراً خلال السنوات العشر الماضية.
تعمل هذه الأدوية على منع تكوين انجيوتنسين2 القابض لجدران الأوعية الدموية، وكذلك على منع تكسير براديكينين الموسع للأوعية الدموية.
بالإضافة إلى ذلك فإن لهذه الأدوية خواص مضادة لتجلط الدم وخواص مانعة لتصلب الشرايين.
وهي أكثر تأثيراً لدى مرضى السكر حيث تكون لديها القدرة على منع أو تأخير التلف الذي يحدثه السكر بالكليتين، كذلك لهذه المجموعة قدرة على الإقلال من حدوث النوبة القلبية لدى مريض ارتفاع ضغط الدم المصاب بمرض السكر، ولذا يعد مرض السكر المصحوب بظهور الزلال في البول من أقوى أسباب استعمال هذه المجموعة من الأدوية.
ليس لهذه الأدوية أي آثار ضارة على الدهون أو مستوى السكر في الدم أو حمض البوليك، ولكن قد يحدث أحياناً ارتفاع في نسبة البوتاسيوم أو تأثر في وظيفة الكليتين.
أما أكثر أعراضها الجانبية انتشاراً فهو السعال الجاف، الذي يصيب نحو 10% من المرضى وفي بعض الأحيان يكون من الشدة بحيث يوجب التوقف عن استعمال الدواء
[هناك مجموعة وثيقة الصلة من الأدوية هي مثبطات مستقبلات الانجيوتنسين2 ، وهذه الأدوية لها بالتقريب نفس التأثيرات العلاجية لمثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين إلا أنها لا تحدث السعال الجاف الذي تحدثه مثبطات الأنزيم.
يمكن استخدام هذه الأدوية إذن كبديل لمثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين في المرضى الذين يحتاجون إلى استخدامها ولا يستطيعون ذلك بسبب السعال] يتم استخدام هذه الأدوية منفردة أو مع مدرات البول في قرص واحد.
يمنع تماماً استخدام هذه الأدوية على الحوامل.
من الأعراض الجانبية نادرة الحدوث انخفاض كريات الدم البيضاء وتورم أنسجة الحلق والبلعوم (أنجيوأوديما) وهي توجب التوقف الفوري عن استعمال هذه الأدوية.

و. الأدوية المؤثرة على الجهاز العصبي المركزي: هذه من أقدم مجموعات أدوية ارتفاع ضغط الدم، وهي رخيصة الثمن غير أن لها بعض الأعراض غير المقبولة مثل الاكتئاب واضطرابات النوم.
عقار سربازيل قد يزيد حموضة المعدة وهو يعمل على زيادة الوزن ويؤدي للاكتئاب في بعض المرضى.
كما أنه يفقد فعاليته بعد أسابيع من الاستعمال إذا لم يضف إليه أحد مدرات البول.
عقار الدوميت أيضاً يحتاج لإضافة مدر للبول لتستمر فعاليته بالإضافة إلى أنه قد يؤدي لاعتلال وظائف الكبد وأحياناً تكسير كريات الدم الحمراء، ولكنه من الأدوية الممتازة لعلاج ضغط الدم المصحوب
بتدهور وظائف الكليتين وكذلك ارتفاع الضغط المصاحب للحمل.

ز. الموسعات المباشرة للأوعية الدموية: (مثل عقار هيدرالازين ونيتروبروسايد الصوديوم).
هذه المجموعة من الأدوية محدودة الاستعمال جداً في علاج ارتفاع ضغط الدم.
إلا أن نيتروبروسايد الصوديوم من الأدوية عظيمة القيمة في علاج الطوارئ الطبية الناجمة عن ارتفاع ضغط الدم مثل أوديما المخ وشرخ بطانة الابهر وهبوط القلب الحاد، ولذا يعطى بالمحلول الوريدي داخل
وحدة العناية القلبية بالمستشفى ولا مجال هنا للاستطراد في الحديث عن هذا الدواء.
 

ملاحظات عامة على استعمال أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم:
1. العلاج لهذا المرض يستمر مدى الحياة في الغالبية الساحقة من المرضى فلا مجال للقول بوقف استعمال الدواء متى عاد ضغط الدم إلى حالته الطبيعية، إذ سرعان ما سيعاود الارتفاع بعد وقف الدواء.
2. ونظراً لأن هذا المرض بلا أعراض فإنه لا يمكن للمريض (ولا لطبيبه) الاعتماد على الأعراض لوصف أو تغيير جرعة الدواء.
الطريقة الوحيدة للتشخيص والمتابعة هي قياس ضغط الدم دورياً.
3. يجب استعمال أقل جرعة ممكنة تجعل مستوى ضغط الدم في الحدود الطبيعية (أقل من 140/90 مم زئبق) بأقل قدر ممكن من الأعراض الجانبية.
4. نظراً لأن هذا العلاج يستمر مدى الحياة، فإن لثمن الدواء أهمية قصوى.
لذلك ينبغي مراعاة البعد عن وصف أدوية غالية الثمن إلا لسبب محدد تعجز عن تحقيقه غيرها من الأدوية.
5. بالإضافة إلى رخص الثمن وقلة الأعراض الجانبية فيجب أن يكون نظام الجرعات مبسطاً.
يجب الاقتصار على الأدوية التي تعطى مرة واحدة في اليوم أو إذا دعت الضرورة مرتين على الأكثر.

مجموعات خاصة من مرضى ارتفاع ضغط الدم:
1. كبار السن (أكبر من 65 سنة): يزداد هذا المرض انتشاراً مع تقدم العمر.
أغلبية المرضى من كبار السن ومضاعفات ارتفاع ضغط الدم أكثر حدوثاً لدى هؤلاء من غيرهم.
يعاني كثير من المرضى من قصور الشرايين التاجية أو قصور الدورة المخية أو السكر أو أمراض خارج الجهاز الدوري (مثل أزمة الربو أو أمراض المفاصل أو تدهور وظائف الكلى أو ضعف الذاكرة أو الاكتئاب).
يجب دائماً قياس ضغط الدم عند الوقوف ومراعاة ألا ينخفض كثيراً مع العلاج إذ أن انخفاض الضغط عند الوقوف يسبب الإغماء والسقوط والإصابات والكسور.
يجب مراعاة خفض ضغط الدم ببطء في كبار السن (على مدى 3-6 شهور) حتى لا تتأثر الدورة المخية.
يجب مراعاة المشاكل الصحية والاجتماعية لكبار السن عند وصف العلاج.
نسبة كبيرة من كبار السن يعانون من:
· الوحدة وصعوبة الانتقال: زيارات الطبيب للمتابعة.
· العيش على دخل محدود ثابت (معاش أو نحوه): سعر الدواء عال.
· ضعف الذاكرة: هل تناولت الدواء اليوم؟
· ضعف الأبصار: ما اسم الدواء المكتوب على هذه العلبة؟
· الاكتئاب النفسي: عدم الرغبة في الاستمرار على العلاج.
· أمراض المفاصل: الأصابع لا تستطيع كسر حبة دواء صغيرة أو إخراجها من الشريط.
· كثرة الأدوية لعلاج حالات مرضية متعددة: السعر والأعراض الجانبية وعدم التذكر.
· القابلية للسقوط وانخفاض ضغط الدم عند الوقوف: الكسور والإصابات والإغماء.
ومن ذلك يتبين أن هذه المجموعة من أكثر مرضى علاج الضغط صعوبة في العلاج والمتابعة ومن أكثرها تعرضاً لمضاعفات ارتفاع ضغط الدم، وكذلك لمضاعفات العلاج وآثاره الجانبية.
2. الحوامل: ارتفاع ضغط الدم لدى الحوامل يمكن أن يكون استمراراً لارتفاع الضغط قبل الحمل أو ضغطاً حديثاً تكون مع الحمل، أو أن يكون أحد مقدمات تسمم الحمل
وفي هذه الحالة يكون مصحوباً بزلال البول وتورم الأنسجة (أوديما).
يجب أولا معرفة أي نوع من الأنواع الثلاثة تعانيه الحامل.
بعد ذلك ينبغي التأكد من عدم وجود أسباب لارتفاع الضغط الثانوي (مثل تدهور وظائف الكلى) وتحدد الفحوص المعملية المطلوبة تبعاً لطبيعة الحالة ونتائج الفحص.
هناك محاذير على استخدام بعض أدوية الضغط في الحوامل.
أقل الأدوية ضررا على الجنين هي مثبطات مستقبلات الكالسيوم وعقار الدوميت ويعقبها مدرات البول ثم مثبطات مستقبلات بيتا
(وهذين الدوائين يسببان نقصاً في سريان الدم خلال المشيمة ونقصاً في معدل نمو الجنين الذي يجب مراقبة نموه بدقة خلال الاستعمال).
يمنع تماماً على الحوامل استعمال مثبطات الانزيم المحول للأنجيوتنسين وكذلك مثبطات مستقبلات الأنجيوتنسين